لم يستطيع روميو أيلبث هادئاً اكثر . من ذلك فهو سبب موت صديقه الحميم
لذا يجب أن يثأر له. وعندما قدم تيبلت يتبختر منتصراً , رد روميو علي
تحدية بمرارة , وقاتل بجدية وبقوة , لم يستطيع تيبلت يحاربه فيهما.
خلال لحظات قليلة سقط تيبلت قتيلاً , فيما نظر روميو إلي الجسد وقد أصيب
بدوار وارتعاش وساوره شعور بمأساة قريبة.
حثه بنفوليو قائلاً " لاتقف مصعوقاً , فالامير سيصدر حكماً بموتك لم تم القبض
عليك, ابتعد , إرحل ابتعد " ,
جمع روميو قواة وشق طريقة باتجاه صومعة الأخ لورانس قبل ثوانٍ قليلة من
وصول الأمير وأتباعه.
سأل ألأمير : " من هم الأشرار الذين بدأوا هذا النزاع ؟
فشرح بنفوليو كيف بدأ ذلك كله بتحدٍ من تيبلت لروميو . ووصف له كيف حاول
روميو أن يتجنب إراقة الدماء لكنه دُفع إله بموت صديقه مركوشيو .
كان ألأمير قاسياً وصارماً لقد أريق الدم في الشوارع وقُتل قريبه .
وذبح تيبلت مركوشيو وتيبلت قُتل لقد قتل روميو تيبلت ولابد أن يُعاقب.
بعدها أصدر الأمير حكمه بنفي روميو أو بموته.
في تلك الأثناء , كانت جولييت تنتظر زوجها بفرح . وقد هيأ روميو سُلماُ من الحبال
تقوم المربية بإحضار بحيث يستطيع التسلق خفية إلي غرفة جولييت عند إشارة معينة.
وصلت المربية إلي بيت جولييت منتحبة , وقالت وهي تولول " لقد مات تيبلت
ونفي روميو لأنه قتله .
فصاحت جولييت :" ياإلهي ! هل أراقت يدا روميو دم تيبلت ؟ وفي غمرة حزنها
استنكرت بشدة قتل إبن عمها - لكنها عادت إلي رشدها تواً وتذكرت أن القاتل
هو زوجها المحبوب .
سألت المربية " هل تستحسنين عمل من قتل ابن عمك ؟".
ردت جولييت : وهل أتحدث عن سوء عن زوجي ؟
إن زوجي علي قيد الحياة وقد كاد تيبلت أن يذبحه .
وتيبلت مات وهو الذي كاد أن يقتل زوجي.
ولكن روميو نُفي – وهذا بالنسبة لجولييت أسوأ نكبة فأخذت المربية العجوز تواسي
سيدتها الباكية ووعدتها قائله : " سأعثر علي روميو كي أريحك " ثم ذهبت ألي الصومعة
الأخ لورنس .
كان روميو شديد الأضطراب . وقد حاول الأخ لورانس أن يخبره بأن النفي حكم
رؤوف لانه بديلُ عن عقوبة الموت .
لكن روميو لم يكن مصغياً . فالنفي كان يعني الأفتراق عن جولييت وهذا كان أسوأ
من الموت بالنسة له . دفعه الأخ لورانس للأستماع وإلي تعداد إيجابيات النفي
فهو حي وجولييت حية. وباستطاعته الذهاب إلي مدينة مانتوا والعيش هناك
إلي أن يحيين وقت إعلان زواجه من جولييت . وتتم المصالحة بين العائلتين .
بعد ذلك ربما أصدرألأمير عفواً وتمكن روميو من العودة إلي فيرونا والعيش بسعادة
وأمان مع جولييت .
أصبح روميو أكثر هذوءاً . ثم وصلت مربية جولييت تحمل رسالة تنبيء روميو
بانتظار جولييت له فغادر ليزور عروسه وهو مدرك أن عليه مغادرة فيرونا قبل الفجر
والإ عليه أن يواجه الأعتقال والموت .
أمضي روميو وجولييت ساعاتهم القليلة معاً . بعدها رحل روميو وجلست جولييت
تبكي لفراقه .
ومن دون أن يدركا سبب حزن إبنتهما . ظن اللورد والليدي كابيوليت إنها تبكي
لموت إبن عمها , فرجوها أن تكون أكثر أعتدالاً في حزنها . وعندما تقدما –
كونت باريس المؤهل جداً للزواج من جولييت , ظن اللورد كابيوليت المتلهف لهذا
الزواج الممتاز , أنه وجد وسيلة ليخفف بسرعة دموع إبنته . فقال للكونت باريس
أن باستطاعتهم الستغناء عن الشكليات الرسمية وذلك بعد سؤال جولييت عن رايها.
فهي ستوافق علي مشيئة والدها , وسيتم الزفاف في غضون ثلاث أيام .
أصابت الأبوين دهشة قويةُ لرفض جولييت هذا الزواج . فتضايقت الليدي كابيوليت
من عناد إبنتها الأحمق . وساور اللورد كابيوليت غضب شديد ونعت إبنته بأنها عاصية
وجاحدة وهدد بعقاب رهيب . توسلت جولييت أمام والدتها , وقالت برجاء .
" لاتتخليا عني أخرا هذا الزواج لشهر أو لاسبوع "
لكن والدتها أجابت ببرود " لا تتحدثي إلي ... أفعلي ما تشائين لانني سئمتك "
ثم ثوسلت جولييت إلي رفيقة حياتها . ومربيتها العجوز : أريحيني أنصحيني ماهو رايك؟
لكن المرءة العجوز المنهمكة في القيل والقال لم تشأ أن تتسبب في المتاعب .
فقالت : " لقد نفي روميو ... وأعتقد أن من الأفضل لكِ الزواج من الكونت ...أوه أنه
سيد رائع .
عند ذلك أدركت جولييت أنها لن تحظي باية مساعدة , وهي لاتستطيع بأحد في منزلها
وعليها أن تخفي أفكارها الحقيقية.
قالت لمربيتها العجوز " حسناً لقد أرحتني بشكل هائل " .
أذهبي وأخبري أمي أنني ذاهبة إلي صومعة لورنس لأعتراف ويُغفر لي بعدما أغضبت والدي
لكن الدافع لزيارة جولييت للأخ لورانس كان غير ذلك . فهي لم تذهب للأعتراف بل لترجو
المساعدة , كيف يمكن توقيف الزواج . من الكونت باريس ؟ إنها تفضل الأنتحار علي الزواج
منه . تنتحر ؟ هذه الكلمات قدمت فكرة إلي الأخ لورنس . فإ‘ن كانت جولييت يأئسة
إلي هذا الحد , فإستطاعته أن يقترح علاجاً بائساً ريملك غيره . فهو سيعطي جولييت مهدئاً
يدخلها في غيبوبة هي أشبه بالموت لمدة أثنين وأربعين ساعة .
عند ذلك تظن عائلتها أنها ميته . فتنقل ألي مدفن أل كابيوليت في المقبرة في فيرونا .
حيث تسجي في نعش مكشوف